Wednesday, June 21, 2023

إسماعيل نور الدين إسماعيل

 أحداث هذه القصه من وحي خيالي. ولا تمت للواقع بأي صله

غريبه اوي. أول مره تعمليها معايا. حعمل ايه أنا دلوقتي فضل قاعد جوه العربيه على باب المحطه مش عارف يتصرف إزاي. العربيه مش عاوزه تدور. نسيت أعرفكم بنفسي إسماعيل نور الدين. مهندس صيانة معدات كهرباءيه. كنت جاي هنا عندي شغل على محطة خفض جهد في وسط الصحراء وكان معايا تلات عمال اخدوا العربيه النص نقل وراحوا يجيبوا عده بس اتاخروا والدنيا بدأت تليل والعربيه اللي معايا مش عاوزه تدور.
نزل إسماعيل من العربيه ودخل المحطه ينده على العمليات يبعتوا له عربيه.
محطه واحد للعمليات حول...... مش سامع غير صوت الصمت وزن المحولات.
بينده تاني محطه واحد للعمليات... ولا مجيب. غريبه دي. إزاي محدش بيرد. بيبص يراجع على الجهاز وتوصيلاته والتردد. و ينده تالت ورابع وخامس ومحدش بيرد. طب انا حعمل ايه دلوقتي. طلع موبايله وبيحاول يتصل على الريس أمين اللي كان معاه ومشي. مافيش شبكه. وبعدين بقى في اليوم دا.
رجع يحاول مع العربيه تاني برضه مش عايزه تدور. ما بطلعش اي صوت. وقف إسماعيل في وسط الممر بين المحطه والعربيه مش عارف يعمل اية.

اللاسلكي محدش بيرد
والتليفون مافيش شبكه. والريس أمين أتأخر. والدنيا بدأت تليل والنهارده اخر الشهر العربي يعني مافيش قمر. بس مش مهم المحطه فيها نور وكشافات الخارج شغاله
يعني الدنيا أمان. وبييص في ساعته لقى الساعه اربعه الاربع. مش ممكن. ازاي رجع يبص حواليه. دا احنا داخلين على على المغرب. أول مره الساعه تبوظ.
بيلف علشان يدخل المحطه يبص على ساعة الحاءط الكبيره اللي في اخر المدخل إفتكر الموبايل
طلعه يبص في ساعته لقاها اربعه إلا ربع. قعد باصص للموبايل ومش مستوعب. الدنيا ضلمت ازاي الساعة اربعه إلا ربع؟!!.
أتحرك إسماعيل ناحية باب المحطه بيمد وفي دماغه الف سؤال. هو في إيه ؟ايه اللي بيحصل. وفي وسط ماهو ماشي اكتشف إنه لسه ما وصلش للباب. وقف في نص الطريق. دا المسافه ما تجيش عشره متر. إزاي لسه ما وصلتش. وفي وسط دهشته سمع صوت الراديو بيخروش. طلع يجري على باب المحطه. بيفتح الباب ويدخل وعينه تيجي على ساعة المحطه المتعلقه. لقاها اربعه إلا ربع!!!. وسمع الراديو بيخروش وصوت بينده. نور الدين.!!!
فجأة نور المحطه طفى ونور تاني في ثانيه. و وسط ماهو مندهش ومش مستوعب. صوت الراديو بدأ يوضح. نور الدين. نور الدين. نور الدين.
الصوت دا انا عارفه. الصوت دا انا حافظه. دا صوت بابا المهندس نور الدين إسماعيل كبير مهندسي الحفر في نفس الشركه اللي هو بيشتغل فيها. اللي توفي في حادث انفجار أحد الابيار من سبع سنين!!!!. مسك الراديو ونده بعلو صوته... محطه واحد للعمليات حول.... رجع الراديو سكت تاني ما قطعش صوت الصمت الا ارتفاع صوت واحد من المحولات.. الصوت دا انا عارفه. المحول دا داخل عليه تيار عالي. وفجأة.... صوت انفجار مكتوم ومعاه تفريغ هوا طير إسماعيل مترين في الهوا وهو نازل على الأرض سمع نفس الصوت من الراديو.... . نور الدين! ... وفجأة وصل إسماعيل على الأرض والدنيا ضلمت. فاق إسماعيل وهو مش فاكر حصل ايه. ولا هو فين لمدة أقل من دقيقه على ما إفتكر ايه اللي حصل... بص حواليه لقى المحطه زي ما هي. مافيش اي حاجه مكسره ولا بايظه ولا محروقه. وعينه جت على الساعة اللي متعلقه في مدخل المحطه لقاها اربعه إلا ربع!!

نور المحطه ضعيف ليه كده. هو إيه إللي حصل. إسماعيل لسه بيحاول يفهم ويستوعب لكنه بيقوم فجأة يقف لما سمع صوت باب المحطه بيتفتح. طلع يجري ع الباب وفجأة اتسمر مكانه من المفاجأه. كان. في شبح بنت واقفه على باب المحطه مش قادر يتحقق من ملامحها. الدنيا بره نور جامد اوي. والبنت واقفه على الباب. بيقرب منها خطوه ورا خطوه ورا خطوه والمسافه بينهم ثابته. وفجأه يسمع الراديو بينده نفس الندا بنفس الصوت. نور الدين.. نور الدين.. نور الدين.

بقى واقف بيبص حواليه وعينه بين الراديو وبين باب المحطه اللي مفتوح. وعينه تيجي على ساعة المحطه المتعلقه. الساعه لسه اربعه إلا ربع!

وفجأة صوت الباب بيتقفل مع هبة هوا جامده بارده خلت إسماعيل يترعش رغم اننا في دخلة الصيف.

راح إسماعيل ناحية الباب. فتح الباب. ملقاش حد. ولقى نور الشمس ودفاها مغطي المكان كله. قرر إسماعيل إنه يمشي لحد أقرب مكان فيه ناس. بس دا أقرب مكان على بعد تلاتين كيلو. ومش ضامن اذا كان حيلاقي فيه حد ولا لأ. المكان ده هو محطه اتنين... وممكن ما يكونش في حد. اصل المحطات دي شغاله بالكامل اتوماتيك. محدش بيروحها الا للصيانه.... إسماعيل قال لنفسه. بس ممكن يكون الراديو شغال. الشمس حاميه والمشوار طويل. دخل العربيه يحاول يدورها. برضه مافيش فايده. مش عاوزه تدور. وقف إسماعيل مش عارف يعمل اية. رجع يدخل المحطه تاني. خطرت له فكره. إنه يفصل المحطه من الخدمة. أكيد العمليات حتلاحظ ده ويبعتوا حد يشوف في إيه. بس دا على ما حد يجيله فيها تلات ساعات سفر بالعربيه. وقف إسماعيل في وسط المحطه. لفت نظره ورقه مرميه على الأرض. ورقه صفرا مكعمشه..... الورقه دي ما كانتش هنا قبل كده. أنا متأكد. مشي إسماعيل في اتجاه الورقه. عينه جت على ساعة المحطه. لقى الساعه لسه اربعه إلا ربع!...و

طى إسماعيل مسك الورقه.. وهو بيفتحها... الورق دا انا عارفه. دا ورق من كشكول أسماء... أنا اللي شاري لها الكشكول دا مع حاجات المدرسة أول السنه. أنا عارف الورق دا كويس. اللون والنقشه. فتح الورقه.... الخط ده أنا عارفه كويس. دا خط بابا. المهندس نور الدين إسماعيل كبير مهندسي الحفر في نفس الشركه اللي هو شغال فيها. عينه اتسمرت على الورقه لما لقى فيها كلمتين بس،.نور الدين إسماعيل...! 

وقف إسماعيل مش فاهم حاجة. ومش قادر يستوعب. إفتكر شكل البنت اللي كانت على الباب. نفس طول أسماء. الورقه من كشكولها. الخط خط بابا. يعني إيه. قعد إسماعيل على الأرض وحط راسه بين أيديه. وافتكر والده. المهندس إسماعيل نور الدين كبير مهندسي الحفر في الشركه. كان اشهر من نار على علم مش في مصر لأ. في مجال الحفر والتنقيب كله. فاكر اليوم إللي جاله فيه خبر وفاته. ولما خلص العزا بالليل قعد مع مساعد والده المهندس جلال اللي حكاله إزاي والده توفى وهو بيخلي زملاته من الموقع ومرضاش يخلي قبلهم مع إنه كان ممكن يهرب ينجو بحياته. أبوك مات بطل يا إسماعيل. شد حيلك.

نزلت دموع إسماعيل وهو قاعد على ارض المحطه وهو بيفتكر والده وكلامه ليه وذكرياتهم سوا ومغامراتهم مع بعض في الصيد ركوب العجل. نور الدين إسماعيل ماكانش أبويا بس. لا كان صاحبي اوي. فجأة قطع الصمت صوت من الراديو بينده. 

نور الدين إسماعيل.... نور الدين إسماعيل... نور الدين إسماعيل. بس المره دي مش صوت والده. دا صوت غريب كأنه جاي من الزمن البعيد. قام إسماعيل يجري على الراديو. بس وهو بيجري لاحظ حاجه غريبه. شكل المحطه متغير. لون الحواءط احمر. والمعدات اللي موجودة قديمه جدا. وقف لحظه... بص حواليه شامم ريحة دم... الحيطان بتنزل دم!!! أنا فاكر شكل المعدات دي... شفت شكلها في كتب الكليه أيام الدراسة.إسماعيل عينه جت على ساعة المحطه. شكلها متغير لونها اصفر. وعقاربها بتنقط دم. وبرضه تشير الى اربعه إلا ربع.

فجأة الدم وقف بس ريحته في الجو.. وكأن الزمن أتحول. محطة كهرباء قديمه بمعدات قديمه وإسماعيل واقف في نص المكان مش مستوعب. سامع صوت دوشه بره. وأصوات ناس. طلع يجري ع الباب إللي أتفتح لوحده أول ما إسماعيل قرب منه. اتسمر إسماعيل مكانه لما شاف المنظر. معدات حفر قديمه وعربيات ماركة السبعينات. والناس إللي بتحفر للكابلات أشكالهم غريبه.... المهندسين لابسين بنطلونات واسعه مربيين سوالفهم. إسماعيل جري عليهم يبص في وشوشهم ووشوش الناس مستغرب. محتار.. مش فاهم. ويقولهم انتوا مين وبتعملوا إيه. محدش رد عليه كأنه مش موجود.

مسك واحد من إللي شغالين صرخ فيه وهزه الراجل ما فيش اي رد فعل. وكان إسماعيل مش موجود. جري في المكان كله. المكان غريب معدات قديمه وناس غريبه وكل ما يكلم حد محدش بيرد عليه كأنه مش موجود.

قعد يصرخ ويزعق وينادي. وفجأة ظهر اللي خلاه بلع الكلام. الصريخ وقف في حلقه عينيه وسعت وفتح بقه من الذهول.

لقى المهندس نور الدين إسماعيل جاي عليه هدومه كلها زيت وشحم. ووشه لونه احمر. كل ما والده ياخد خطوه في ريحه جامده يشمها إسماعيل. نفس الريحه اللي شمها في المحطه من شويه. ريحة دم. والده ماسك في أيده حد صغير. مع كل خطوه ملامح الشخص دا بتظهر.... إسماعيل ماقدرش يتحمل. حس إن الدنيا بتلف بيه وبتضلم ووقع على الأرض.

إسماعيل فاق لقى نفسه لسه على الأرض. والسكون يعم المكان. مافيش صوت. مافيش حركه. مافيش حد. المعدات اختفت. الناس مش موجودة. إسماعيل إفتكر اخر لحظات قبل ما يفقد الوعي... إسماعيل شاف والده. ووشه كله دم وكان ماسك في أيده حد. ايوه افتكرت كان ماسك في أيده طفله صغيره. لما قربت عليا عرفتها. أسماء. اسماء إسماعيل نور الدين إسماعيل.
أنا مش فاهم حاجه. صرخ إسماعيل بعلو صوته. سمع صدى صوته بيرن في ودانه. لكن... بعد اخر جمله اترددت من الصدى سمع حاجه خلته قام وقف بسرعه. سمع صوت بينده. نور الدين إسماعيل. نفس الصوت اللي سمعه من شويه في الراديو. بس المره دي كان بيرن في المكان كله. والصوت فضل يعلى يعلى يعلى لدرجة إن إسماعيل سد ودانه بايديه وهو بيصرخ. كفااااايه
الصوت سكت. وقامت هبة ريح بارده. خلت جسم إسماعيل اتنفض من البرد. والمكان كله ضلم أنوار البرق نورت السما. جري إسماعيل على باب المحطه يستخبى من العاصفه. وعلى نور البرق لمح حد على باب المحطه واقف وفاتح له دراعاته.
المفاجأة كانت أكبر من ان يتحملها إسماعيل... سقط على ركبه وهو بيصرخ بعلو صوته لااااااااااا.
لقى فجأة أيد بتتمد له. أيد صغيره كلها دم بيرفع راسه يشوف أيد مين لقى ادامه أسماء وواقف وراها والده. و بيبص تاني على باب المحطه لقى نفسه واقف بهدوم الشغل وكلها دم.
وحملت جراءد الصباح  خبر وفاة المهندس إسماعيل نور الدين إسماعيل وابنته أسماء في  حادث سير في  تمام الساعه اربعه إلا ربع.
تمت














،