Wednesday, June 21, 2023

إسماعيل نور الدين إسماعيل

 أحداث هذه القصه من وحي خيالي. ولا تمت للواقع بأي صله

غريبه اوي. أول مره تعمليها معايا. حعمل ايه أنا دلوقتي فضل قاعد جوه العربيه على باب المحطه مش عارف يتصرف إزاي. العربيه مش عاوزه تدور. نسيت أعرفكم بنفسي إسماعيل نور الدين. مهندس صيانة معدات كهرباءيه. كنت جاي هنا عندي شغل على محطة خفض جهد في وسط الصحراء وكان معايا تلات عمال اخدوا العربيه النص نقل وراحوا يجيبوا عده بس اتاخروا والدنيا بدأت تليل والعربيه اللي معايا مش عاوزه تدور.
نزل إسماعيل من العربيه ودخل المحطه ينده على العمليات يبعتوا له عربيه.
محطه واحد للعمليات حول...... مش سامع غير صوت الصمت وزن المحولات.
بينده تاني محطه واحد للعمليات... ولا مجيب. غريبه دي. إزاي محدش بيرد. بيبص يراجع على الجهاز وتوصيلاته والتردد. و ينده تالت ورابع وخامس ومحدش بيرد. طب انا حعمل ايه دلوقتي. طلع موبايله وبيحاول يتصل على الريس أمين اللي كان معاه ومشي. مافيش شبكه. وبعدين بقى في اليوم دا.
رجع يحاول مع العربيه تاني برضه مش عايزه تدور. ما بطلعش اي صوت. وقف إسماعيل في وسط الممر بين المحطه والعربيه مش عارف يعمل اية.

اللاسلكي محدش بيرد
والتليفون مافيش شبكه. والريس أمين أتأخر. والدنيا بدأت تليل والنهارده اخر الشهر العربي يعني مافيش قمر. بس مش مهم المحطه فيها نور وكشافات الخارج شغاله
يعني الدنيا أمان. وبييص في ساعته لقى الساعه اربعه الاربع. مش ممكن. ازاي رجع يبص حواليه. دا احنا داخلين على على المغرب. أول مره الساعه تبوظ.
بيلف علشان يدخل المحطه يبص على ساعة الحاءط الكبيره اللي في اخر المدخل إفتكر الموبايل
طلعه يبص في ساعته لقاها اربعه إلا ربع. قعد باصص للموبايل ومش مستوعب. الدنيا ضلمت ازاي الساعة اربعه إلا ربع؟!!.
أتحرك إسماعيل ناحية باب المحطه بيمد وفي دماغه الف سؤال. هو في إيه ؟ايه اللي بيحصل. وفي وسط ماهو ماشي اكتشف إنه لسه ما وصلش للباب. وقف في نص الطريق. دا المسافه ما تجيش عشره متر. إزاي لسه ما وصلتش. وفي وسط دهشته سمع صوت الراديو بيخروش. طلع يجري على باب المحطه. بيفتح الباب ويدخل وعينه تيجي على ساعة المحطه المتعلقه. لقاها اربعه إلا ربع!!!. وسمع الراديو بيخروش وصوت بينده. نور الدين.!!!
فجأة نور المحطه طفى ونور تاني في ثانيه. و وسط ماهو مندهش ومش مستوعب. صوت الراديو بدأ يوضح. نور الدين. نور الدين. نور الدين.
الصوت دا انا عارفه. الصوت دا انا حافظه. دا صوت بابا المهندس نور الدين إسماعيل كبير مهندسي الحفر في نفس الشركه اللي هو بيشتغل فيها. اللي توفي في حادث انفجار أحد الابيار من سبع سنين!!!!. مسك الراديو ونده بعلو صوته... محطه واحد للعمليات حول.... رجع الراديو سكت تاني ما قطعش صوت الصمت الا ارتفاع صوت واحد من المحولات.. الصوت دا انا عارفه. المحول دا داخل عليه تيار عالي. وفجأة.... صوت انفجار مكتوم ومعاه تفريغ هوا طير إسماعيل مترين في الهوا وهو نازل على الأرض سمع نفس الصوت من الراديو.... . نور الدين! ... وفجأة وصل إسماعيل على الأرض والدنيا ضلمت. فاق إسماعيل وهو مش فاكر حصل ايه. ولا هو فين لمدة أقل من دقيقه على ما إفتكر ايه اللي حصل... بص حواليه لقى المحطه زي ما هي. مافيش اي حاجه مكسره ولا بايظه ولا محروقه. وعينه جت على الساعة اللي متعلقه في مدخل المحطه لقاها اربعه إلا ربع!!

نور المحطه ضعيف ليه كده. هو إيه إللي حصل. إسماعيل لسه بيحاول يفهم ويستوعب لكنه بيقوم فجأة يقف لما سمع صوت باب المحطه بيتفتح. طلع يجري ع الباب وفجأة اتسمر مكانه من المفاجأه. كان. في شبح بنت واقفه على باب المحطه مش قادر يتحقق من ملامحها. الدنيا بره نور جامد اوي. والبنت واقفه على الباب. بيقرب منها خطوه ورا خطوه ورا خطوه والمسافه بينهم ثابته. وفجأه يسمع الراديو بينده نفس الندا بنفس الصوت. نور الدين.. نور الدين.. نور الدين.

بقى واقف بيبص حواليه وعينه بين الراديو وبين باب المحطه اللي مفتوح. وعينه تيجي على ساعة المحطه المتعلقه. الساعه لسه اربعه إلا ربع!

وفجأة صوت الباب بيتقفل مع هبة هوا جامده بارده خلت إسماعيل يترعش رغم اننا في دخلة الصيف.

راح إسماعيل ناحية الباب. فتح الباب. ملقاش حد. ولقى نور الشمس ودفاها مغطي المكان كله. قرر إسماعيل إنه يمشي لحد أقرب مكان فيه ناس. بس دا أقرب مكان على بعد تلاتين كيلو. ومش ضامن اذا كان حيلاقي فيه حد ولا لأ. المكان ده هو محطه اتنين... وممكن ما يكونش في حد. اصل المحطات دي شغاله بالكامل اتوماتيك. محدش بيروحها الا للصيانه.... إسماعيل قال لنفسه. بس ممكن يكون الراديو شغال. الشمس حاميه والمشوار طويل. دخل العربيه يحاول يدورها. برضه مافيش فايده. مش عاوزه تدور. وقف إسماعيل مش عارف يعمل اية. رجع يدخل المحطه تاني. خطرت له فكره. إنه يفصل المحطه من الخدمة. أكيد العمليات حتلاحظ ده ويبعتوا حد يشوف في إيه. بس دا على ما حد يجيله فيها تلات ساعات سفر بالعربيه. وقف إسماعيل في وسط المحطه. لفت نظره ورقه مرميه على الأرض. ورقه صفرا مكعمشه..... الورقه دي ما كانتش هنا قبل كده. أنا متأكد. مشي إسماعيل في اتجاه الورقه. عينه جت على ساعة المحطه. لقى الساعه لسه اربعه إلا ربع!...و

طى إسماعيل مسك الورقه.. وهو بيفتحها... الورق دا انا عارفه. دا ورق من كشكول أسماء... أنا اللي شاري لها الكشكول دا مع حاجات المدرسة أول السنه. أنا عارف الورق دا كويس. اللون والنقشه. فتح الورقه.... الخط ده أنا عارفه كويس. دا خط بابا. المهندس نور الدين إسماعيل كبير مهندسي الحفر في نفس الشركه اللي هو شغال فيها. عينه اتسمرت على الورقه لما لقى فيها كلمتين بس،.نور الدين إسماعيل...! 

وقف إسماعيل مش فاهم حاجة. ومش قادر يستوعب. إفتكر شكل البنت اللي كانت على الباب. نفس طول أسماء. الورقه من كشكولها. الخط خط بابا. يعني إيه. قعد إسماعيل على الأرض وحط راسه بين أيديه. وافتكر والده. المهندس إسماعيل نور الدين كبير مهندسي الحفر في الشركه. كان اشهر من نار على علم مش في مصر لأ. في مجال الحفر والتنقيب كله. فاكر اليوم إللي جاله فيه خبر وفاته. ولما خلص العزا بالليل قعد مع مساعد والده المهندس جلال اللي حكاله إزاي والده توفى وهو بيخلي زملاته من الموقع ومرضاش يخلي قبلهم مع إنه كان ممكن يهرب ينجو بحياته. أبوك مات بطل يا إسماعيل. شد حيلك.

نزلت دموع إسماعيل وهو قاعد على ارض المحطه وهو بيفتكر والده وكلامه ليه وذكرياتهم سوا ومغامراتهم مع بعض في الصيد ركوب العجل. نور الدين إسماعيل ماكانش أبويا بس. لا كان صاحبي اوي. فجأة قطع الصمت صوت من الراديو بينده. 

نور الدين إسماعيل.... نور الدين إسماعيل... نور الدين إسماعيل. بس المره دي مش صوت والده. دا صوت غريب كأنه جاي من الزمن البعيد. قام إسماعيل يجري على الراديو. بس وهو بيجري لاحظ حاجه غريبه. شكل المحطه متغير. لون الحواءط احمر. والمعدات اللي موجودة قديمه جدا. وقف لحظه... بص حواليه شامم ريحة دم... الحيطان بتنزل دم!!! أنا فاكر شكل المعدات دي... شفت شكلها في كتب الكليه أيام الدراسة.إسماعيل عينه جت على ساعة المحطه. شكلها متغير لونها اصفر. وعقاربها بتنقط دم. وبرضه تشير الى اربعه إلا ربع.

فجأة الدم وقف بس ريحته في الجو.. وكأن الزمن أتحول. محطة كهرباء قديمه بمعدات قديمه وإسماعيل واقف في نص المكان مش مستوعب. سامع صوت دوشه بره. وأصوات ناس. طلع يجري ع الباب إللي أتفتح لوحده أول ما إسماعيل قرب منه. اتسمر إسماعيل مكانه لما شاف المنظر. معدات حفر قديمه وعربيات ماركة السبعينات. والناس إللي بتحفر للكابلات أشكالهم غريبه.... المهندسين لابسين بنطلونات واسعه مربيين سوالفهم. إسماعيل جري عليهم يبص في وشوشهم ووشوش الناس مستغرب. محتار.. مش فاهم. ويقولهم انتوا مين وبتعملوا إيه. محدش رد عليه كأنه مش موجود.

مسك واحد من إللي شغالين صرخ فيه وهزه الراجل ما فيش اي رد فعل. وكان إسماعيل مش موجود. جري في المكان كله. المكان غريب معدات قديمه وناس غريبه وكل ما يكلم حد محدش بيرد عليه كأنه مش موجود.

قعد يصرخ ويزعق وينادي. وفجأة ظهر اللي خلاه بلع الكلام. الصريخ وقف في حلقه عينيه وسعت وفتح بقه من الذهول.

لقى المهندس نور الدين إسماعيل جاي عليه هدومه كلها زيت وشحم. ووشه لونه احمر. كل ما والده ياخد خطوه في ريحه جامده يشمها إسماعيل. نفس الريحه اللي شمها في المحطه من شويه. ريحة دم. والده ماسك في أيده حد صغير. مع كل خطوه ملامح الشخص دا بتظهر.... إسماعيل ماقدرش يتحمل. حس إن الدنيا بتلف بيه وبتضلم ووقع على الأرض.

إسماعيل فاق لقى نفسه لسه على الأرض. والسكون يعم المكان. مافيش صوت. مافيش حركه. مافيش حد. المعدات اختفت. الناس مش موجودة. إسماعيل إفتكر اخر لحظات قبل ما يفقد الوعي... إسماعيل شاف والده. ووشه كله دم وكان ماسك في أيده حد. ايوه افتكرت كان ماسك في أيده طفله صغيره. لما قربت عليا عرفتها. أسماء. اسماء إسماعيل نور الدين إسماعيل.
أنا مش فاهم حاجه. صرخ إسماعيل بعلو صوته. سمع صدى صوته بيرن في ودانه. لكن... بعد اخر جمله اترددت من الصدى سمع حاجه خلته قام وقف بسرعه. سمع صوت بينده. نور الدين إسماعيل. نفس الصوت اللي سمعه من شويه في الراديو. بس المره دي كان بيرن في المكان كله. والصوت فضل يعلى يعلى يعلى لدرجة إن إسماعيل سد ودانه بايديه وهو بيصرخ. كفااااايه
الصوت سكت. وقامت هبة ريح بارده. خلت جسم إسماعيل اتنفض من البرد. والمكان كله ضلم أنوار البرق نورت السما. جري إسماعيل على باب المحطه يستخبى من العاصفه. وعلى نور البرق لمح حد على باب المحطه واقف وفاتح له دراعاته.
المفاجأة كانت أكبر من ان يتحملها إسماعيل... سقط على ركبه وهو بيصرخ بعلو صوته لااااااااااا.
لقى فجأة أيد بتتمد له. أيد صغيره كلها دم بيرفع راسه يشوف أيد مين لقى ادامه أسماء وواقف وراها والده. و بيبص تاني على باب المحطه لقى نفسه واقف بهدوم الشغل وكلها دم.
وحملت جراءد الصباح  خبر وفاة المهندس إسماعيل نور الدين إسماعيل وابنته أسماء في  حادث سير في  تمام الساعه اربعه إلا ربع.
تمت














، 



Sunday, October 13, 2013

ومضات

عندما نعيد تقييم بعض العلاقات نعيد تقويمها .. فتنكسر .. هكذا هي الحياه

Friday, October 4, 2013

ومضات



 نعم فانا افتقد  لمعان وجهك ينير لي دربي في الظلمات 

سنارتي والبحر


تلك السناره الخشبيه حين يمسك بها
 .. ينسى الدنيا ويركزفقط مع البحر والصيد
تلك الساعات اللتي يقضيها ينظر إلى الماء تعيد إليه النشاط 
فقط البحر وسنارته وسيجارته هم ما يهونون  عليه ضيم الايام 
وتعب السنين 


Sunday, December 30, 2012

فريسكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

حاولت كثيرا ان تثنيه عن إصلاح تلك الكومه الخشبيه الملقاه على الشاطئ ..
ذلك القارب القديم الذي ورثه عن ابيه والذي ورثه ابيه عن جده
فتلك الكومه من وجهة نظرها لم تعد تصلح للإبحار مع ذلك المحرك القديم الذي يُسمع صوته من عشرات الامتار
نظر لها وفي عينيه التحدي وعلى جبينه الاصرار وقال لها
لن ابيعه ولن اشتري ذلك القميئ الشكل على ثلاث عجلات  لاوصل به الطلبات هنا وهناك
حاولت مره اخرى ان تذكره بما سيعود عليه من بيع تلك الكومه الخشبيه وبثمنها يستطيع الحصول على المال الازم لشراء الدراجه الناريه بثلاث عجلات ومن ما سيكسبه يستطيعان الحياه بشكل احسن مما هم فيه الان
تذكر ابو روايه وزوجته وتلفازهما الجديد او صدقي وزوجته فقد اعادا طلاء البيت نفس الكلام تكرر لا تمل ولا تكل
اعادت النظر في عينيه لعلها تجد ما يرضيها ولكنا صعقت بتلك اللمعه اللتي تعرفها جيدا
ذهب واحضر بعض الاخشاب والشاكوش وخرج وهي تتبعه بنظرات الحسره
ما بيسمعش الكلام ابدا ...هكذا كانت تقول لنفسها وهي تتبعه بنظراتها
وظلت من بعيد ترقبه وهو ينشر تلك الخشبه ويأخذ مقاسا هنا ومقاسا هناك في إصرار عجيب
ولم لا !!؟ فهو قد ورث  ذلك القارب عن ابيه وتعلم عليه الشيئ الوحيد الذي يتقنه
صيد السمك
فهي حرفته وحرفة ابوه وجده وجد جده
لا يعرف غيرها ولا يحب إلى هي ...صيد السمك
كم ظل اياما في البحر مع ابيه ليعودا بصيد ثمين يبيعانه ويتقاتون واخوته من ثمنه
كم من ليالي مرت عليهم سويا في ذلك القارب يتحدثان يتسامران ويعلمه ابوه كيف يكسر عناد البحر في النوه
وكيف يلقي شباكه ومتى يجمعها
ايام وليالي قضاها على متن ذلك القارب ال ( كُهنَه) كما تحب هي ان تسميه
مازال يعمل على إصلاحه حتى افاق على قطرات تبلل وجهه
نظر إلى السماء فإذا هي تمطر
وقد بدا الليل في الدخول
لملم عدته واخشابه واتجه إلى المنزل فهو على بعد خطوات من البحر
قرر انه في اليوم التالي سينقل القارب خلف البيت حتى يعمل على إصلاحه بعيدا عن عينها وبعيد عن المتطفلين
اصبح النهار فتناول القليل من الشاي وكسرة خبر ولملم عدته واتجه إلى حيث قاربه
هنا مسمار وهنا قطعة خشب يدق هنا ويكبس هناك
توقف لحظات اعاد فيه ظبط آخر قطعه في قاربه العزيز
ثم خطى بعض خطوات إلى الخلف
ونظر إلى ما ما صنعت يداه
يا الله ما اجملك واروعك
نعم هذا هو قارب ابي وجدي
هذا هو بنفس تفاصيله
بنفس روعته
والان المحرك عبث هنا قليلا وهناك كثيرا
ربط هنا وفك هناك
نعم لقد اتم المهمه
هكذا علمني ابي
ظل يحدث نفسه الأن اتم المهمه
والان حان الوقت لآخر مهمه الطلاء
وبدون تفكير بدأ في دهان قاربه بذلك اللون اللذي طالما عشقه
الازرق الزهري ..نعم هذا هو اللون قليل من الابيض مع قليل من الازرق ثم اضاف بعض قطرات من هذا على بعذ قطرات من ذاك
ثم بدا في الطلاء ..فرشاة بعد فرشاه بدأ اللون يظهر وبدات معالم الوليد العتيق في الظهور
اكمل طلاء قاربه وكلما اقترب من مقدمة القارب كلما لمعت عيناه فرحا فهكذا كان قاربنا
وهكذا سيظل قاربنا
يحدث نفسه لو كان ابي حيا لطار فرحا وهو يراه يُنشأ من جديد
اتم طلاء قاربه
وقف قليلا ليلتقط انفاسه
يسمعها تصيح
عشائك جاهز
لم يعرها إهتماما دار حوله دوره ..دورتين ...
يا الله إنه كما هو كما رأه اول مره خرج للصيد فيها مع ابوه
كم إشتاق إليهم
قاربه
و
اباه
و
البحر
غطى قاربه بكل حرص حتى لا تفسده رطوبة الليل
دخل الى المنزل
نظر إليها ونظرت إليه
ابتسما
تاعب نفسك على الفاضي ..انا عارفه إيه آخرة الهم ده
نظر إليها في حنان ومضى إلى حيث مائدة الطعام
اصبح النهار
اليوم يتم ما كان يفعله طوال ثلاثة اشهر
اليوم واليوم فقط سيكلل تعبه  بالنجاح
ولم لا
اليوم واليوم فقط
سيكب اسم قاربه
بالاسود والاحمر والزرق
تماما كما كان عليه من عشرون عاما
اليوم واليوم فقط سيكتب الاسم على قاربه
نفس الاسم اللذي اختاره جده من سنين طوال
نفس الاسم الذي طالما ابحر شرقا وغربا
بحثا عن الرزق
نفس الاسم الذي ظل في البحر سنين طوال
اليوم واليوم فقط سيعود الى البحر
سيلتقيان بعد شهور
ظن فيها الجميع ان قاربه اصبح ( كُهنَه)
لا لم ولن يصبح (كُهنَه)
اليوم واليوم فقط سيعود إلى البحر
ونظر الجميع إليه وهو يدفعه إلى الماء
يا الله انه نفس القارب
نفس البحر
مفتقدا البعض ولكنه هو موجود
سيعيد الامجاد
سيعاود الابحار
وعاد إلى البحر
فريسكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

Thursday, November 15, 2012

التاسعه


تتجه عقارب الساعه بسرعه لتشير للتاسعه مساءً
اذن لقد اقترب الموعد
.يلقي نظره اخيره على هندامه في المرءآه قبل ان يسمع جرس التليفون الداخلي
يلتقط السماعه يأتيه صوت الحارس ....المدام منتظراك في العربيه يا بيه
يغلق السماعه سريعا  ويلتقط محموله وعلبة السجائر والولاعه الفضيه
هديتها في عيد ميلاده الاخير .....نعم الاخير
يضغط بسرعه واستعجال على زر استدعاء المصعد وكأنه يستعجل الثواني
يفتح باب السياره ويهب منها عطرها نعم نفس العطر اللذي اهدلها ايها في عيد ميلادها الاخير
نعم الاخير
وحشتني ...وحشتيني
وتنطلق بالسياره الى حيث مكان الحفله
في الطريق صوت فيروز تشدو شتي يا دنيي تيزيد موسمنا و يحلى
يسألها فاكره الاغنيه دي
ترد بدلال طبعااااااااااااا
تصل السياره الى الطريق الترابي المؤدي الى الفيلا
ينظر إليها بحنان ...ما حستش بالطريق ..الوقت معاكي بيعدي بسرعه اوي
تبادله بنظره بارده وتبتسم
تطلب منه ان يدخل حتى تنتهي من صف السياره
يطبع على شفتيها قبله في الهواء
ايه ياراجل التأخير ده كله .....معلش السكه زحمه اوي
طب اتفضل البيت بيتك يقولها صاحب الدار ماددا يده بإشاره عفويه وينطلق بعيدا
يقف ينتظر حبيبته ...... فجأه يلاحظ ان الدار مزدحمه بالزوار
يدفعه احدهم بعفويه ....ايه يا عم انت زي القمر ما بتبانش غير في الشهر مره
يبتسم ويتعانقان
عيناه زائغتان تبحثان عن حبيبته ...... تساله احداهن ايه الشياكه دي كلها
يبتسم ومازالت عيناه تبحثان
تلمح عيناه احداهن في اخر الصاله بسيجاره غير مشتعله
يهرع اليها
يخرج ولاعته الفضيه
بإبتسامه يهمس  تسمحيلي
تنظر في عينيه بنفس النظره البارده وتبتسم
ميرسسي
تحت امرك
ما تعرفتش بالاسم
مش مهم الاسم
طب انا اسمي
ما يهمنيش الاسم
ينادي احدهم ياخذ كاسين من الشراب
يلتفت ليناولها احد الكؤس
اين ذهبت هذه .....الجميله
يتطلع ..ينظر
يراها وحيده تقف في الطرف الاخر من الصاله
يهرع اليها
في الطريق يلتقي باحدهم
اهلااااااااااا عاش من شافك ياراجل فينك
موجود تحت النظر
لا لا عايزينك فوق النظر دايما
إن شاء الله وينطلق
يراها مازالت هناك
لا ليست هي انها اخرى
الاولى  ذات شعر اسود
وهذه شعرها بني
لايهم لون الشعر
انها هي !!
يشعر وكأن عينان تحترقان الحُجُب من ورائه
ينظر بسرعه فلا يرى احد ينظر اليه
الكل مشغول
الكل يبتسم
يشعر بالحرج
يخرج علية سجائره
يخرج سيجاره
يبحث عن ولاعته الفضيه
لا يجدها
اين ذهبت
لم يعد يجدها
يرى هناك احد الاصدقاء يشعل سيجاره
يذهب اليه
استذأذنك
تفضل بكل سرور
تبا انها هي
او تكاد تكون هي
لا لا لا يمكن
كيف لولاعتي ان تذهب الى هذا الصديق
يشعر وكأن عينان تحترقان الحُجُب من ورائه
ينظر بسرعه فلا يرى احد ينظر اليه
الكل مشغول
الكل يبتسم
يفكر في الولاعه
يتذكر انه اتى معها
ينظر الى الباب
يراها تدخل الان فقط ؟؟ّ!
اين كانت كل تلك الفتره
ينظر الى ساعه عتيقه يتأرجح بندولها
عقاربها تقطع الوقت تشير الى التاسعه
ينظر الى ساعته
عقاربها الذهبيه تشير الى التاسعه
يسال احد الاصدقاء بلطف
كم الساعه الان
يرد يادوب تلحق لسه الساعه تسعه ياراجل
يبتسم في جمود
كيف هذا
ينادي احد الخدم  اريد كوبا من الماء
يرد حاضر يابيه
وعينا تنطقان هي ناقصاك انت راخر
قبل ان ينطق يجد كوب الماء في يده
يرفعه الى فمه ليشرب
يلمحها تنظر اليه
تتجمد قطرات الماء على شفتيه
كيف اتت الى هنا
كيف عرفت المكان
انه وجهها
نعم فهو يستطيع ان يعرفها وسط الف
يسمعها تضحك ضحكه خليعه
يبحث عن الخادم ليرد اليه كأس الماء
يخطو بخطوات متردده الى حيث تقف
تسأله احداهن  اي نوع من السجائر يدخن
ينظر اليها ببلاهه
يمد يده الى جيبه ليخرج سجائره
وعيناه تبحثان عنها
تقع عيناه على الساعه
مازال البندول يتأرجح
ومازالت تشير الى التاسعه
يتعجب كيف لايمر الوقت
عيناه تفرزان الوجوه
تبحثان عنها
يشتم في الجو عطرها
نعم انه هو
عطرها
يقف كالتائه لا يعرف إلى اين يذهب
عيناه تبحثان في الوجوه
لا يرى في الوجوه اي ممن يعرفهم
تبا اين اختفوا
رويدا رويدا يتسسلل نور الصباح من النوافذ
يبحث عن الوجوه
لايجد احدا
لا يرى احد
تبا اين ذهب الجميع
اين اختفى الكل
ينظر الى الساعه
مازال بندولها يتأرجح
ومازالت عقاربها تشير الى التاسعه
ينظر فيرى ولاعته الفضيه في يدها
ويرى علبه سجائره في اليد الاخرى
ينظر اليها في جمود
يا إلاهي إنها هي
بنظرتها البارده
عيناها كانهما قطعتي زجاج
يحاول ان ينطق قتُحتجز الكلمات في حنجرته
تسأله ببرود
لمَ اتيت الى هنا
يحاول ان يجيبها
مازالت الكلمات محتجزةً في حلقه
اليست هذه الولاعه اللتي اهدتها اليك في عيد ميلادك الاخير
يهز رأسه وكأنه طفل أُمسك وهو يأكل الحلوى
وهذه وتدور حول نفسها فيجد في الجو عطرها
اليس هذا العطر هو ما اديتها اياه في عيد ميلادها الاخير
فيهز راسه ثانيةً
تضحك نفس الضحكه الخليعه
يكاد يلا يفهم شيئاً
تتقدم نحوه ببطئ  ولهب الولاعه يلمع
يحاول ان يتراجع
وكأن قدماه قد تسمرتا في الارض
يحاول ان يصرخ
مازلت الكلمات محتجزةً في حنجرته
تقترب منه
مازل لهب الولاعة يلمع
ومازال عطرها في الجو
تقترب وتقترب
تهمس في اذنيه
انا هي
و
هي انا
لا يستطيع ان يفسر ما قيل
انه قد سمعه
لكنه يعجز عن تفسيره
تهمس في اذنه ثانيةً
ا ن ا ه ي
و
ه ي ا ن ا
يشعر ان قدماه لا تحملانه
يسقط على الارض
وتسقط من يده الولاعه
 ومازال يشم عطرها في الجو